مع توالي أنباء سيطرة الجيش السوري الحر على إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا المجاورة لدمشق، وقاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب البلاد، شنت قوات النظام هجوما مفاجئاً على منطقتي الصالحية وركن الدين اللذين يعتبران قلب العاصمة دمشق بدعوى وجود عناصر من الجيش.
وسيطر عناصر الجيش السوري الحر ومقاتلو المعارضة السورية على إدارة المركبات في ريف دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الجيش الحر أعلن سيطرته على المعهد الفني في إدارة المركبات بحرستا في ريف دمشق.
ونشرت ألوية الجيش الحر مقاطع لعمليات الاقتحام التي نفذت في إدارة المركبات باستخدام الدبابات. وبث الجيش الحر بيانا عقب ذلك أعلن فيه استيلاءه على عدد من الدبابات والمركبات الثقيلة من المعهد الفني.
وتعتبر إدارة نقل المركبات أكبر المراكز العسكرية لآليات النظام في الغوطة الشرقية، وما زالت المعارك مستمرة حولها منذ أكثر من أسبوع. وفي بيبلا بريف دمشق أيضا، بث ناشطون صورا لما قالوا إنها عملية إخراج أحد الأهالي من سيارته. وأضاف الناشطون أن دبابة من قوات النظام دهست السيارة بينما كان صاحبها في داخلها.
سيطرة على قاعدة
وفي تطور آخر، سيطر ثوار سوريون على قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سوريا، كما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. في المقابل، شن الطيران السوري غارات على عدة مناطق في ضواحي دمشق حيث تجري معارك واشتباكات مع الجيش الحر.
واعتبر المرصد أن ذلك يعد تقدماً كبيراً للمعارضة المسلحة.
ويثبت ان الجيش يتعرض لخسائر عسكرية فادحة، مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يزال هناك «وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة».
وفي فيديو بثه ناشطون على الانترنت تلا احد المسلحين «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان. وقال: «نحن لواء احرار دارة عزة جند الله قمنا بفضل الله وعونه بالتعاون مع كتائب ومجموعات اخرى بتحرير الفوج 111 المتكون من عدة كتائب، كتيبة دفاع جوي كتيبة بحوث علمية مستودعات معامل الدفاع».
واضاف أنه «تم بعونه السيطرة على كافة عتاد هذا الفوج من مدافع عيار 57 و23 وبقية من الاسلحة الفردية والرشاشات الخفيفة»، وأنّه «تم اسر العديد من الجنود وقتل الباقي منهم».
وسط العاصمة
من جانب آخر، تكثفت الحملة الأمنية منذ صباح أمس على أحياء استراتيجية تقع وسط العاصمة دمشق وهي الصالحية وركن الدين والشيخ محيي الدين والأكراد والجركسية والحنابلة، حيث يعتقد بتمركز عناصر من الجيش الحر فيها ودكّها النظام بالمدفعية والهاون.
وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام السوري وعناصر مسلحة من المعارضة السورية في حي ركن الدين بقلب العاصمة دمشق.
وأوضح شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية أن الاشتباكات اندلعت بعد قنص طفل في المنطقة كان متجها إلى المدرسة صباح أمس. وأضاف الشهود أن الاشتباكات امتدت إلى حي الصالحية المجاور بعد أن حاصرت قوات من النظام السوري بناء يعتقد أن مقاتلين من المعارضة تحصنوا داخله.
وقصفت المدفعية والمورتر المتمركزة في جبل قاسيون هذه الأحياء ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. كما أغلقت قوات الأمن والشبيحة الطرق المؤدية إليها من منطقة المزرعة وشرقي ركن الدين والمهاجرين والعفيف، وحاولت شن عملية اقتحام.
وتعد هذه المنطقة من أكثر مناطق دمشق احتواء على الآثار الأيوبية والمملوكية، إذ يقع فيها أكثر من 150 موقعا مسجلا في مديرية الآثار والمتاحف السورية.
إلى ذلك اتهم قادة عسكريون في الجيش الحر قوات النظام بقصف المناطق المأهولة بالفوسفور الأبيض الذي يعتبر استخدامه جريمة حرب وفقا لاتفاقيات جنيف.
وأضافوا أن عدة حالات لاستخدام الفوسفور الأبيض في حلب وإدلب وحمص ودير الزور وريف دمشق ضبطت خلال الشهر الجاري وتم توثيقها بمقاطع فيديو.
غارات
في الأثناء شن الطيران السوري أمس غارات على عدة مناطق في ضواحي دمشق حيث تجري معارك ايضا كما افاد المرصد.
وقال المرصد «نفذ الطيران الحربي التابع للقوات النظامية غارة جوية على مدينة داريا التي تشهد اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية كما تتعرض بلدة معضمية الشام المجاورة للقصف من قبل القوات النظامية».
واضاف أنّ بلدات وقرى الغوطة الشرقية «تشهد تحليقا للطيران الحربي في سمائها يرافقه قصف على عدة مناطق».
واشار المرصد ايضا الى معارك وقصف في محافظات حلب وحمص ودير الزور حيث قتل مسلح من المعارضة.
واصبحت ضواحي دمشق الآن في صلب المعارك حيث يسعى النظام للسيطرة على منطقة ثماني كلم تلف العاصمة ويريد باي ثمن الاحتفاظ بها لكي يكون في موقع جيد للتفاوض على حل للازمة كما يقول خبراء.