عزّز الجيش السوري النظامي من تواجد قواته في أنحاء دمشق ومداخلها الغربية والجنوبية الغربية، استعداداً لهجمات محتملة من قوات المعارضة المسلحة، في وقت يحاول مقاتلون معارضون اقتحام مدرسة المشاة العسكرية الاستراتيجية المحاصرة منذ اسبوعين، في حين قتل 11 مدنيا في سقوط قذائف هاون على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، الذي تقطنه غالبية كردية.
وقال ناشطون وشهود عيان أمس إن القوات النظامية تعزز مواقعها في أنحاء دمشق وتنشر دبابات على المسارات الغربية والجنوب الغربية، محذرين من احتمال قيام الحكومة بشن هجوم كبير.
وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن التجول في دمشق يشبه السير في قلعة. وتحدث ناشطون عن إقامة حواجز خرسانية حول أحياء ومناطق رئيسية في المدينة، التي يقطنها ضباط بارزون بالجيش. وذكر الناشط هيثم العبدالله أن عشرات الدبابات تمركزت في مناطق تشرف على مطار دمشق الدولي، الذي يسعى المعارضون للسيطرة عليه في الأسابيع الأخيرة، ومنطقة الزبداني، التي يسيطر عليها المعارضون، والقريبة من الحدود مع لبنان.
وأضاف العبدالله أن الناشطين تلقوا معلومات موثوقة من بعض الضباط الذين مازالوا في صفوف الجيش السوري، تفيد بأنه يستعد لشن هجوم كبير على مناطق يسيطر عليها المعارضون، إضافة إلى مناطق أخرى.
واشتبك المعارضون في قتال شرس على مدار الأسبوع الماضي مع قوات حكومية على بعد 8 كيلومترات فقط من العاصمة.
محاولات اقتحام
في الاثناء، يحاول مقاتلون معارضون اقتحام مدرسة تدريب عسكرية شمال حلب يحاصرونها منذ اسبوعين، غداة سيطرتهم على قاعدة عسكرية مهمة في ريف حلب الغربي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن اشتباكات عنيفة في محيط مدرسة المشاة، عند مدخل حلب الشمالي، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون اقتحام المدرسة، التي يحاصرونها منذ اسبوعين.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «المدرسة تمتد على مساحة كبيرة، وهي مهمة جدا، وفيها اكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية». إلا انه اشار الى ان السيطرة عليها ستكون «صعبة جدا».
من جهة اخرى، قتل 11 مدنيا في سقوط قذائف هاون على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، الذي تقطنه غالبية كردية، بحسب المرصد، مؤكداً أن بين القتلى ثلاثة اطفال وامرأتان.
وفي تقرير آخر للمرصد السوري، ذكر فيه ان القصف تجدد من مواقع للقوات النظامية السورية صباح أمس على الأحياء الجنوبية في دمشق، التي تشهد منذ اسابيع اشتباكات وقصفا. كما تعرضت مدينة داريا وبلدات دوما وداريا وبيبلا ويلدا والمعضمية والغوطة الشرقية في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية.
تراجع الخطر الكيماوي
قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أمس، إن المعلومات التي تشير إلى احتمال استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي انحسرت، مرجحاً أن يكون الرئيس بشار الأسد قد «فهم الرسالة».
وصرّح بانيتا للصحافيين على متن طائرة تقلّه إلى الكويت، إن المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة «انحسرت فعلاً».
وأضاف في تصريحات نقلتها شبكة «سي بي إس» الأميركية، «لم نرَ شيئاً جديداً يشير إلى خطوات عدوانية للسير قدماً في هذا الاتجاه».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان انحسار الأدلة على التحضير لاستخدام الأسلحة الكيميائية، قد يكون مؤشراً على أن الأسد قد فهم التحذير