أكد فرانسيسكو سانشيز وكيل وزارة التجارة الأميركي لشؤون التجارة الدولية في تصريحات لـ"البيان" على هامش القمة أن دبي ستكون مضيفاً رائعاً لـ"اكسبو 2020" في حال فوز ملف الإمارات لاستضافة الحدث العالمي، وأشار إلى أن دبي محط إعجاب العالم، خاصة وأنها تولي أولوية قصوى للابتكار بالتزامن مع حرصها على تحقيق الاستدامة، فضلاً عن انجازاتها المتعددة في مختلف القطاعات التنموية ومن ضمنها قطاع التعليم وغيره.
تفاؤل
وأعرب سانشيز عن إعجابه بمبادرات الدولة ودبي لتشجيع ريادة الأعمال مع البحث باستمرار عن المزيد لتقديمه لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، وأبدى تفاؤله بآفاق المشاريع الناشئة في الإمارات، حيث التقى بمئات الرواد خلال حفل توزيع جوائز قائمة "أرابيا 500" في دبي الاثنين الماضي، ولفت انتباهه ما حققته الكثير من الشركات من نمو بنسبة كبيرة بلغت في بعض الأحيان 300 %.
وقال سانيشز إن التجارة البينية بين أميركا والإمارات سجلت نمواً في قيمتها بنسبة 50% خلال 2011 مقارنة مع 2010، وبالرغم من أن الميزان يميل لصالح الولايات المتحدة، لكنه أكد نمو صادرات الإمارات، حيث باتت الدولة محطة لوجستية هامة على الصعيد العالمي، مما يظهر قدرتها على زيادة حجم صادراتها إلى العالم خلال الفترة المقبلة.
طلب
ولفت إلى أن نمو التجارة بين أميركا والإمارات يأتي في ظل ما تشهده الدولة من مشاريع هائلة في البنية التحتية بالإضافة إلى توسع الناقلات الوطنية كطيران الإمارات والاتحاد عالمياً، والتي تشتري بعض طائراتها والأجهزة والمعدات من الشركات الأميركية، بالإضافة إلى قطاع الرعاية الصحية في ظل وجود طلب كبير على التقنيات والأجهزة الأميركية في هذا المجال.
ترويج الريادة
وأكد سانشيز على أهمية الشركات المتوسطة والصغيرة، حيث تساهم في توفير أكثر من 80 % من الوظائف في القطاع الخاص، ولفت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعمل على دعم وترويج ريادة الأعمال في الولايات المتحدة والعالم وخاصة في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن أوباما اسس المبادرة الوطنية للصادرات عام 2010، وذلك بهدف مضاعفة الصادرات الأميركية بنهاية 2014، وتتضمن استراتيجية المبادرة رصد الأسواق العالمية الرئيسية للمنتجات الأميركية، ومن ضمنها دول المنطقة بهدف تحقيق نمو سنوي بـ14.8% خلال السنوات الخمس القادمة.
سوق عالمية
وبالرغم مما تمر به المنطقة من أحداث، إلا أن تجاراتها مع الولايات المتحدة تشهد نمواً ملحوظاً، ويشير سانشيز إلى أن أي سوق عالمية مليئة بالتحديات لأي من المصدرين، وحتى السوق الأميركية، إذ يجب على رجال الأعمال الناجحين الالتزام بالقواعد ومواكبة ظروف كل من الأسواق العالمية التي يعملون بها، خاصة وأن 80% من الأنشطة الاقتصادية العالمية ستكون خارج الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أنه ومقابل كل تحد هناك عدة فرص واعدة.
إنجاح القمة
ومن جانبه أشاد جوناثان مارغوليس نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون مكتب البيئة والعلوم بالجهود الكبيرة التي بذلتها دبي والإمارات لإنجاح القمة وقدمت كل ما يحتاجه المشاركون، واكد أن استضافة هذا الحدث تعد بمثابة رسالة للعالم بأن الدولة ملتزمة بمواصلة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقدم الدعم الكامل لريادة الأعمال والابتكار لمساعدة الشباب على الاستفادة من قدراتهم وامكاناتهم.
وأوضح أن الإمارات بذلت جهداً كبيراً لإنجاح القمة وقدمت كل ما يحتاجه المشاركون تهدف لمساعدة الشباب حول العالم من أجل تحقيق أحلامهم العملية، وتركز على الجيل الجديد، وتحاول مساعدة أصحاب المشاريع الناشئة من خلال توفير التدريب والتأهيل ومختلف متطلباتها، ويمكن لهم الفوز بجوائز نقدية وحوافز متعددة لتنمية أعمالهم،
وأضاف: "تساعد المبادرة الشباب على إطلاق المشروعات والنهوض بها منذ البداية خلال الخطوة الأولى وهي عرضة للفشل كما أن لديها فرصا للنجاح.".
ولفت مارغوليس إلى ان الولايات المتحدة بنت بيئة محفزة للابتكار تتضمن مكونات متكاملة من أبرزها الاستثمار في الأبحاث والتطوير، والسياسات التي تنظم عدة قضايا منها الإفلاس والتمويل وحماية الحقوق الفكرية، بالإضافة إلى منظومة تعليمية على مستوى الجامعات تساعد الطلاب من ذوي الشهادات التقنية المتقدمة ليس على التخرج فقط، بل للارتقاء بهم ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع، بالإضافة إلى سياسات لإشراك القطاع الخاص مع الجامعات والحكومات، إلى جانب بناء روح وثقافة الريادة لدى الافراد لخوض المغامرة، وأشار إلى أن الإمارات بادرت إلى اتخاذ خطوات مشابهة في مجالات متعددة كالتمويل والتعليم وغيرهما، وهي بمثابة البنية التحتية اللازمة لتعزيز دور ريادة الأعمال.