اندلعت، أمس، اشتباكات متفرقة بين مؤيدين ومعارضين لمشروع الدستور المصري الذي سيصوت عليه اليوم، كانت أعنفها أمام مسجد القائد إبراهيم في الاسكندرية، فيما حاول مجهولون إحراق مقر الاخوان المسلمين في مدينة كفر الشيخ.
وقامت مجموعة من المتظاهرين، أمام مسجد «القائد إبراهيم» في الإسكندرية، بحرق إحدى السيارات التي قالوا إنها كانت مليئة بالسيوف والمولوتوف، بعدما نزل عدد من الاشخاص منها أعلنوا «الجهاد» وتأييد قرارات الرئيس مرسي، على حد قولهم.
كانت حشود من قوات الأمن المركزي على متن ناقلات جنود وقامت بفرض حصار على المسجد، ومنعت الأشخاص الذين نزلوا من السيارة من استخدام السيوف التي كانوا يشهرونها في وجه المتظاهرين المعارضين، غير أن تجدد الاشتباكات اضطر هذه القوات إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع للسيطرة على حالة الانفلات التي صاحبت التظاهرات.
دعوات إلى الجهاد
يأتي ذلك، بينما ردد عدد من أعضاء التيار الإسلامي الموجودين في محيط المسجد، هتافات: «هي لله هي لله مش للمنصب ولا للجاه» وقائلين: «إلى الجهاد»، بينما واصل المصلون احتجاجهم على احتجاز 3 من المعترضين على خطبة الشيخ المحلاوي التي وصف فيها المتظاهرين بالمخربين، فيما وصف مرسي بأنه قائد عظيم، ودعا من خلالها المصلين للتصويت بـ«نعم» للدستور.
وخلال الاشتباكات بالحجارة بين الطرفين قام المتظاهرون بمحاصرة السيارة التي حضر «الملتحون» بها وأخرجوا منها السيوف التي استخدموها ضد المتظاهرين والزجاجات والتي قال المتظاهرون عنها إنها «مولوتوف»، وقام المتظاهرون بتحطيمها تماماً.
قال شاهد من «رويترز» إن مصابين سقطوا أمس في اشتباكات بمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية بين مؤيدين ومعارضين لمشروع دستور مثير للجدل يدعمه الرئيس الاسلامي محمد مرسي ويبدأ التصويت عليه اليوم.
وقال الشاهد «رأيت 13 مصابا بجروح وكدمات سقطوا في الشوارع في منطقة محطة الرمل بمحيط مسجد القائد إبراهيم».
وأضاف أن الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء استخدمت في الاشتباكات التي تلت هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها بعد أن دعا خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي للتصويت بنعم على مشروع الدستور.
وتابع أن المعارضين أشعلوا النار في ثلاث سيارات ظناً منهم أنها استخدمت في نقل الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء.
إشعال النيران
من جانب آخر أقدم مجهولون على محاولة إحراق مقر جماعة الإخوان المسلمون بمنطقة الـ47 بمدينة كفرالشيخ بعد إلقاء كمية من البنزين على باب المقر وإشعال النار فيه، مما أدى إلى حرق باب ونوافذ المقر، وانتقلت قوات الأمن وسيارات الإطفاء وتم السيطرة على النيران وإخمادها قبل امتدادها للمقر بالكامل.
وكان مؤيدو الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضوه نظموا أمس مظاهرات ومسيرات حاشدة حملوا خلالها الاعلام قبل يوم من استفتاء خلافي بشأن دستور جديد يرى فيه الرئيس الإسلامي مخرجاً من أسوأ أزمة واجهها منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك ونهاية لاشتباكات في الشوارع استمرت اسابيع.
ودعماً للدستور احتشد الإسلاميون الذين أتوا بمرسي الى الرئاسة في يونيو أمام مسجد قريب من قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة. وأخذوا يرددون «جئنا نقول نعم للدستور» و«يعيش يعيش الرئيس مرسي».
طلب أميركي
طلبت الولايات المتحدة التي تبدي قلقها منذ أسابيع حيال الأزمة السياسية العنيفة في مصر، من الرئيس محمد مرسي العمل على تحقيق «توافق وطني» فور انتهاء الاستفتاء على مشروع الدستور المثير للجدل.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «ندعو المسؤولين السياسيين المصريين من كل الاتجاهات الى ان يقولوا بوضوح لأنصارهم إن أي شكل من العنف خلال التصويت في الاستفتاء غير مقبول، وندعو الشعب المصري الى بذل كل ما في وسعه لتفادي المواجهة والعنف».
وفي تحذير موجه الى الرئيس المصري، طلبت الخارجية الاميركية من «أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر ان يوضح المسار قبل وخلال وبعد التصويت بهدف الاستمرار في محاولة بناء توافق وطني». وقالت نولاند انه «في حال لم يحصل ذلك، فسنشهد تكرارا للتوترات التي ظهرت في الأشهر الاخيرة». ورأت ان الاستفتاء «لحظة ديمقراطية رئيسية لمصر». أ.ف.ب