اقتحم الجيش السوري الحر، أمس، مدرسة المشاة العسكرية الضخمة القريبة من مدينة حلب، بعد حصار دام نحو أسبوعين، إلا أن عملية التحرير أسفرت أيضاً عن مقتل قائد عملية الاقتحام في الجيش الحر، فيما تعرضت بلدات في محافظتي درعا وحمص إلى قصف عنيف وسط اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية للنظام، التي وسعت من عمليات استهدافها للأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأفادت مصادر في المعارضة السورية أن الجيش الحر سيطر بشكل شبه كامل على مدرسة المشاة في حلب. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت العقيد في الجيش الحر، أبوفرات، وهو يعلن تحرير القاعدة العسكرية، إلا ان ناشطين قالوا بعد وقت قصير: إن العقيد أبوفرات قتل خلال عملية التفاف نفذتها قوات النظام في المنطقة العسكرية الشاسعة.
وذكرت تقارير أن مقاتلين في الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من مدرسة المشاة، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 70 جندياً وأسر نحو 50 آخرين، إلى جانب الاستيلاء على آليات وذخائر. وبث ناشطون صوراً عبر الانترنت تظهر أن الجيش الحر مازال يلاحق ما تبقى من جنود الجيش الحكومي المتحصنين في الأبنية داخل الكلية. وظهر أشخاص كان يحتجزهم الجيش النظامي وهم يحتفلون بسيطرة الجيش الحر على الموقع.
اشتباكات دمشق
أما في دمشق، التي تشهد منذ أيام معارك وصفت بـ«الحاسمة»، تجدد القصف على الأحياء الجنوبية للمدينة، لاسيما على حي العسالي الذي تعرض لدمار كبير، حسب الناشطين. كما اندلعت اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى حي الحجر الأسود المجاور للمخيم. وانفجرت عبوة ناسفة في حارة الشريباتي وسط حي القدم من دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وقال هيثم العبدلله، وهو ناشط متمركز في دمشق، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن «الجيش النظامي يحاول، من خلال وابل من القصف الثقيل، اقتحام مدينة داريا من اتجاهات مختلفة». وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- رامي عبدالرحمن: إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تسعى حثيثاً من أجل تضييق الخناق على المنطقة. واضاف في تصريحات أدلى بها لـ(د ب ا): إن «داريا هي الأقرب لمطار المزة العسكري، الذي يشكل حالياً المنشأة الوحيدة التي يستخدمها مسؤولو النظام والقوات للخروج من العاصمة ودخولها».
قنابل عنقودية
وفي ريف حمص، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن «سقوط عشرات الجرحى بينهم عائلة كاملة» إثر إلقاء الطيران التابع للجيش النظامي «براميل متفجرة وقنابل عنقودية» على مدينة الرستن. ووفقا للجان التنسيق، فإن القصف المدفعي تجدد على مدينة طفس في محافظة درعا وسط حالة ذعر بين الأهالي في وقت تعرضت بلدة اليادودة لعمليات إطلاق نار كثيف من قبل القوات الحكومية في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي. وفي بلدة محجة في ريف درعا، تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام. ونقل الناشطون عن سكان النعيمية تخوفهم من ارتكاب القوات الحكومية لمجزرة في البلدة المحاصرة، والتي تتعرض لقصف متواصل.