رحّب مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة بقرارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي أصدرها أول من أمس وأعاد فيها هيكلة الجيش وفق آليات المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، فيما أكد مصدر رئاسي لـ«البيان» بدأ قائد قوات الحرس الجمهوري «الملغاة» العميد أحمد علي صالح تسليم منظومة الصواريخ الخاضعة لأمرته إلى السلطات.
ورحب أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني خلال اتصال هاتفي أجراه مع هادي بالقرارات الرئاسية اليمنية «التي تتصل بالخطوات العملية لترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051 المتمثلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بصورة عملية وضرورية تمهيداً للمؤتمر الوطني الشامل والسير في الطريق الصحيح للخروج من الأزمة التي شهدها اليمن منذ مطلع العام الماضي».
وقال الزياني إن «المضي في طريق إعادة هيكلة الجيش هي عملية لا بد منها»، معرباً عن تأييد دول مجلس التعاون لهذه الخطوات والقرارات والتعيينات وكل ما هو ضروري لوصول اليمن الى بر الأمان. وأشار الى أن «المجتمع الدولي يتابع الخطوات الخاصة بتنفيذ التسوية السياسية في اليمن المنبثقة عن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ويدعم الإجراءات والخطوات والقرارات كافة حتى استكمال المتطلبات والخروج بالبلاد الى آفاق المستقبل المأمول والسلام والوئام».
من جانبه، أشاد المبعوث الدولي جمال بن عمر بقرارات الرئيس اليمني، قائلا: «أشيد بقرارات الرئيس هادي حول هيكلة الجيش كخطوة بناءة تنسجم مع قرار مجلس الأمن الأخير حول الحالة في اليمن وتمهد لإطلاق مؤتمر الحوار الوطني».
منظومة الصواريخ
إلى ذلك، قال مصدر في الرئاسة اليمنية أن قائد قوات الحرس الجمهوري «الملغاة» العميد أحمد علي صالح، نجل الرئيس السابق، بدأ بتسليم منظومة الصواريخ الى الرئيس اليمني، متوقعاً أن يلتزم أيضاً بتنفيذ قرار إلغاء تشكيلات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
وقال المصدر لـ «البيان» إن العميد أحمد صالح «بدأ بتنفيذ توجيهات الرئيس بتسليم منظومة الصواريخ بما فيها صواريخ سكود الى مخازن تتبع القائد الأعلى لقوات الجيش بعد أن كان رفض ذلك في السابق». وأضاف: «الجميع يعلم أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه أي تمرد على قرارات هادي، وأن مجلس الأمن الدولي أقر فرض عقوبات دولية على أي طرف أو جماعة تعارض قرارات الرئيس أو تعيق عملية التسوية، ولهذا فإنهم يبدأون برفض القرارات ثم يعودون لتنفيذها».
قرارات وضم
وبحسب المصدر، فإن الرئيس اليمني «مطمئن تماما الى أن جميع الأطراف ستنفذ قراراته الأخيرة والتي نصت على إلغاء تشكيلات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الاولى مدرعة وإن حدث تلكؤ في التنفيذ في بداية الأمر». وبشأن المدة الزمنية التي سيتم خلالها تنفيذ القرار، افاد المصدر: «سيصدر الرئيس خلال أيام قرارات بضم بقية الألوية العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الأولى مدرع الى المناطق العسكرية»، منوها الى ان إتمام ضم كافة التشكيلات العسكرية الى أفرع الجيش الأربعة «سيستغرق شهورا لا أكثر».
وتوقع المصدر أن تحدث أعمال تخريب لأنابيب نقل النفط والغاز ومهاجمة خطوط نقل الكهرباء أو أعمال تقطع على الطرقات من مناصري النظام السابق، لكنه جزم بعدم إمكانية حدوث تمرد عسكري من الوحدات التي كان يقودها أقارب الرئيس السابق. ووفق مصادر حكومية، فإن هادي يدرس مع مستشاريه مسألة إعادة تعيين اللواء الأحمر ونجل الرئيس السابق على رأس منطقتين عسكريتين بعد إزاحتهما من مواقعهما.
قوات النخبة
وألغت القرارات الرئاسية التي انتظرها اليمنيون طويلاً تشكيلات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وانهت سيطرة نجل الرئيس السابق على منظومة الصواريخ. كما ألغت قوات الفرقة الأولى المدرعة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الخصم اللدود للرئيس السابق. ووزع مدير مكتب الرئاسة نصر طه مصطفى توضيحاً بشأن قرار الهيكلة قال فيه إن القرارات تحصر تكوينات الجيش في قوات برية وبحرية وجوية وحرس حدود ما يعني إلغاء كل المسميات التي كانت قائمة، لتلغى مسميات «الحرس الجمهوري» أو «الفرقة أولى». واستدرك أن «إلغاء تكويني الحرس والفرقة لا يستدعي إقالة قائديهما لأن التكوينين أصلا لم يعودا موجودين من الناحية القانونية».
ومن أهم ما تضمنته القرارات الرئاسية وضع قوات النخبة تحت أمرة هادي، بعد أن كانت تحت سيطرة نجل الرئيس السابق، حيث ضمت عدة ألوية من قوات الحرس الجمهوري والوحدات المتخصصة الى ألوية الحماية الرئاسية التي ترتبط هيكلياً بالقائد الاعلى. وتضم هذه التشكيلة: مجموعة الصواريخ ترتبط هيكلياً بالقائد الأعلى، وقيادة العمليات الخاصة- القوات الخاصة، ووحدات مكافحة الإرهاب، ولواء مشاه جبلي، ولواء الصاعقة. وتعد هذه الوحدات من أهم التشكيلات العسكرية في قوات الحرس الجمهوري، حيث كان الرئيس السابق ونجله يراهنون عليها في المواجهة مع خصمهم اللدود اللواء علي محسن الأحمر. كما أنها كانت مصدر دعم كبير من قبل الولايات المتحدة بهدف تعزيز قدرة اليمن على مواجهة عناصر تنظيم القاعدة، لكنها فشلت في أداء الدور المناط بها خلال المواجهات السابقة مع التنظيم.
عقب ساعات على صدور قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي، هاجم مسلحون، يعتقد أنهم من أتباع النظام السابق، خطوط نقل الكهرباء من مارب الى العاصمة، ما تسبب في توقف المحطة عن العمل وغرق العاصمة وعدة مدن في شمال البلاد بظلام دامس، بينما عقد الرئيس السابق اجتماعاً عاجلاً لحزبه «المؤتمر الشعبي العام» لمناقشة القرارات.
7 مناطق
أنهت قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي الإمبراطورية العسكرية للرئيس السابق، حيث ألغت تشكيلة قوات الحرس الجمهوري التي تضم 17 لواءً بواقع 128 ألف جندي، وأعادت توزيع كل مكونات الجيش على سبع مناطق عسكرية وعدد من قيادات المحاور العملياتية. وهذه التشكيلات ستخضع لقائد القوات البرية الذي لم يتم اختياره بعد، خاصة وأن البلاد كانت مقسمة الى خمس مناطق عسكرية، أحدها تحت قيادة قائد الفرقة الأولى مدرع التي تضم 23 لواء، اللواء علي محسن الأحمر، وهي المنطقة الشمالية الغربية، حيث تم فصلها الى منطقتين أحدهما شمالية والأخرى غربية.