غادر عشرات جنوب السودانيين الضعفاء صحياً، أمس، عشية عيد الميلاد من الخرطوم، حيث كانوا يقيمون منذ أشهر في مخيمات، بانتظار نقلهم إلى بلادهم، في رحلة جوية، نظمتها المنظمة الدولية للهجرة، وهم بعض من عشرات آلاف السودانيين الجنوبيين الموجودين في عدة «نقاط انطلاق» في منطقة الخرطوم، بانتظار نقلهم إلى بلادهم التي حصلت على استقلالها في يوليو 2011، وحيث الأكثرية من المسيحيين.
وصرحت المسؤولة في المنظمة، فيليز دمير، لوكالة «فرانس برس» «استأنفنا الرحلات»، فيما أقلعت طائرة تقل 50 راكباً، أمس، من العاصمة السودانية باتجاه أويل في ولاية بحر الغزال. وستنقل الرحلات المقررة بالإجمال حتى يوم بعد غد 300 مواطن جنوب سوداني إلى بلادهم، مع حلول أعياد الميلاد، بحسب المتحدثة.
وعلقت المنظمة الدولية للهجرة هذه الرحلات في منتصف نوفمبر، بعد تعرض طائرة استأجرتها المنظمة لحادث، عند هبوطها في أويل، نجا منه الركاب بأعجوبة.
وقبل الحادث، تم نقل أكثر من ألف شخص، يعتبرون من الأكثر ضعفاً، وبينهم أطفال ومعاقون ومرضى في نوفمبر.
وأفادت سفارة جنوب السودان عن بقاء 171 ألفاً من مواطنيها في منطقة الخرطوم، التي أصدرت في إبريل إنذاراً لهم بتسوية أوضاعهم أو مغادرة أراضيها.
ويقيم نحو 40 ألفاً من هؤلاء في ظروف قاسية في مخيمات حول العاصمة بانتظار المغادرة، على غرار مخيم جابورونا.
وفي شأن سوداني آخر، أعلن متمردون في دارفور، أمس، لوكالة «فرانس برس»، السيطرة على إحدى مدن الإقليم،
وسيطر فصيل تابع لجيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور، أمس، على غولو، وهي مدينة مهمة في منطقة جبل مرة في دارفور، على ما أكد المتحدث باسم الفصيل إبراهيم الهيلو، وقال الناطق إن المتمردين احتجزوا أسرى، وصادروا أسلحة ومعدات عسكرية، ولا سيما رشاشات ثقيلة وقذائف هاون وآليات. واندلعت معارك، بعدما حاولت ميليشيات حكومية مهاجمة موقع للمتمردين، بحسب الناطق.
ويضم فصيل نور في جيش تحرير السودان مئات المقاتلين، ويقتصر نفوذه على منطقة جبل مرة، التي غالباً ما يستهدفها الجيش السوداني، على ما أفاد تقرير لمجموعة الأبحاث السويسرية المستقلة «سمال ارمز سورفاي».
وحذرت، يوم الجمعة الماضي، القوة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور من «كارثة إنسانية» في هذه المنطقة، بعد ورود معلومات على حركات نزوح إضافية للسكان، بسبب الغارات الجوية والهجمات.