استنفار في الهند يواكب تشييع ضحية «الاغتصاب الجماعي»

وسط اجراءات أمنية مشددة وتأهب غير مسبوق وبحضور رئيس الوزراء ورئيسة حزب المؤتمر الحاكم شهدت العاصمة الهندية نيودلهي مراسم احراق جثمان الطالبة التي توفيت عقب تعرضها لاغتصاب جماعي في منتصف الشهر، وأصبحت شاهدا جديدا على ما يعانيه النساء في هذا البلد دون رادع بينما كانت السلطات تخشى من تظاهرات جديدة معلنة أنها ستشدد العقوبات على مثل هذه الجرائم في المستقبل، في وقت يعتزم النشطاء نشر أسماء مرتكبي مثل هذه الجرائم على صفحات الانترنت في المواقع الحكومية الرسمية.

واحرق جثمان الطالبة في شعبة العلاج الفيزيائي على منصة الاموات طبقا للعادات الهندوسية بحضور عائلتها ومسؤولين سياسيين في مقاطعة دواركا جنوب غرب العاصمة الهندية. وجرت المراسم القصيرة تحت حراسة أمنية مشددة بعد ساعات من نقل الجثمان في نعش مذهب من مطار دلهي حيث كان رئيس الوزراء مانموهان سينغ ورئيسة حزب المؤتمر الحاكم صونيا غاندي في استقبال اهل واقارب الفتاة.

وفيما وعد مانموهان سينغ بتشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الجنسية، يعتزم النشطاء نشر صور واسماء وعناوين المغتصبين المدانين على مواقع على الانترنت تابعة للحكومة الفدرالية. وسيطبق القرار اولا في نيودلهي التي ادى غياب الامن فيها الى وصفها «بعاصمة الاغتصاب».

وكان رئيس الوزراء الهندي الاول بين السياسيين الذي اشاد بالفتاة التي لم يكشف اسمها واطلق عليها لقب «ابنة الهند».
إدانة أممية

وفي نيويورك، عبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لموت الطالبة وعبر عن تعازيه الصادقة لوالديها واصدقائها، مدينا بشدة هذه الجريمة.
وقال ان اعمال العنف التي تتعرض لها النساء يجب الا تقبل ولا يصفح عنها ابدا، مؤكدا ان كل فتاة امرأة من حقها ان تحترم وتتمتع بالحماية.
وتوفيت الطالبة الليلة قبل الماضية في مستشفى ماونت اليزابيث في سنغافورة حيث نقلت في حالة خطيرة بعد خضوعها لثلاث عمليات جراحية وكانت تعاني خصوصا من اصابات في الامعاء والدماغ وتعرضت لتوقف في القلب في الهند.

وفي 16 ديسمبر هاجم ستة رجال بمن فيهم سائق الحافلة التي ركبتها الفتاة عائدة من السينما مع رفيقها، الطالبة ونقلوها الى اخر الحافلة واغتصبوها مرارا واعتدوا عليها جنسيا بقطعة من الحديد الصدئ ثم القوا بها خارج الحافلة هي وصديقها. وكانت الشابة الهندية وصديقها ينويان الزواج قريبا.

وتشهد الهند باستمرار جرائم اغتصاب بدون عقاب. والنساء ضحايا 90 في المئة من الجرائم العنيفة التي تحدث في الهند وبلغ عددها 256 الفا و329 خلال 2011، حسب الارقام الرسمية.