قتل أمس ما لا يقل عن 43 باكستانياً في ثلاثة حوادث منفصلة، تؤكد أن هجمات الجيش على الجماعات المتشددة لم تتقصم ظهرها.
وقال مسؤول إقليمي إن 21 فردا من قوات شبه عسكرية مدعومة من الحكومة أعدموا الليلة قبل الماضية في الشمال بعدما خطفوا الاسبوع الماضي.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة بمنطقة خيبر نافيد أنور في مكالمة هاتفية إنهم «كانوا مقيدين ومعصوبي الأعين». وأشار مسؤول محلي آخر وهو حبيب الله عارف إلى أنه «تم إيقافهم في صف واحد وأطلق الرصاص عليهم في الرأس». وأضاف المسؤولان أن رجلا واحدا أصيب بجروح بالغة لكنه نجا من الموت بينما تمكن آخر من الهروب قبل إطلاق النار.
وأعلن ناطق باسم حركة «طالبان» المسؤولية وتوعد بتنفيذ المزيد من الهجمات على قوات الأمن الباكستانية. وقال إحسان الله إحسان: «قتلنا كل الرجال المخطوفين بعد أن قضى مجلس من كبار العلماء بإعدامهم. لم نعلن عن أي مطالب مقابل الإفراج عنهم لأننا لا نرأف بأي أسرى يعتقلون خلال القتال».
والرجال من قوة شبه عسكرية جندت من أفراد قبائل الباشتون في شمال غرب باكستان. وتدعم هذه الميليشيات الحكومة في جهودها ضد المتشددين الذين يحاربون الدولة.
وجاء قتل هؤلاء الرجال بعد شن هجومين كبيرين في بيشاور الشهر الجاري. وهاجم انتحاريون مطار بيشاور في 15 ديسمبر وقتلت قنبلة سياسيا كبيرا من الباشتون وثمانية اشخاص اخرين خلال تجمع في 22 الجاري.
تفجير حافلة
من جانب آخر، قال طبيب إن 20 قتلوا وأصيب 24 آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة مستهدفة قافلة حافلات متجهة إلى الحدود الإيرانية في جنوب غربي باكستان.
وذكر شهود عيان إن انفجارا استهدف ثلاث حافلات بينما كانت تحاول تجاوز سيارة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الغرب من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان قرب الحدود مع إيران. وقال مسؤول في مستشفى بمنطقة ماستونج إن 20 شخصا قتلوا وأصيب 24.
وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بمراقبة حقوق الإنسان ان أكثر من 320 قتلوا هذا العام في باكستان لأسباب مذهبية، وقالت إن الهجمات في تزايد، مضيفة التأكيد أن فشل الحكومة في اعتقال أو محاكمة المهاجمين يشير إلى أنها «لا تبالي» بسقوط قتلى. وتنفي باكستان مزاعم بأنها تدعم جماعات متشددة مثل طالبان وشبكة حقاني في أفغانستان.
ويقول مسؤولون أفغان إن باكستان تبدو مهتمة أكثر من أي وقت مضى بتشجيع السلام في أفغانستان.
رجلا أمن
إلى ذلك قتل رجلا أمن، وأصيب آخران بانفجار وقع، أمس، في إقليم شمال وزيرستان شمال غربي باكستان.
ونقلت قناة «دنيا» الباكستانية عن مصادر، قولها إن قنبلة فجّرت عن بعد على طريق ميرانشاه ـ داتا خل، ما أدى إلى مقتل رجلي أمن وجرح اثنين آخرين.
ونقل الجريحان إلى المستشفى فيما فرضت قوات الأمن طوقاً حول مكان الانفجار. ونفذت القوى الأمنية عملية تفتيش في المنطقة دمّرت خلالها 4 منازل للمسلحين.
برنامج نووي
كشف وكيل وزارة الدفاع الباكستاني الفريق المتقاعد آصف ياسين مالك عن ان الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تعارضان البرنامج النووي الباكستاني وتستخدمان عددا من شبكات المخابرات داخل باكستان لهذا الغرض.
وقال في حديث لوسائل الاعلام بمقر وزارة الدفاع نقلته صحيفة «ذا نيوز» أمس انه جرى استخدام عدة شبكات مخابراتية في هذا الإطار، مشيراً إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية سلمت الوزارة قائمة بأسماء عملائها في باكستان.
وأوضح ان تحسن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة وتطورها على اسس المصالح المشتركة غير نظرة الاخيرة تجاه باكستان.