وصلت، أمس، أولى طلائع القوة الأفريقية إلى مالي، وسط تزايد التحذيرات من تجاوزات، يتهم الجيش المالي بارتكابها بحق أقلية الطوارق والعرب، تزامناً مع قصف القوات الفرنسية مواقع للمقاتلين الإسلاميين في شمال مالي، وتحديداً في أسونغو ( 80 كلم جنوب مدينة غاو) قرب الحدود النيجيرية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في باريس، إن «طلائع القوة الأفريقية، والتي حصلت على تفويض الأمم المتحدة لأخذ مكان القوة الفرنسية، تحركت نحو البلدات في الوسط».
وأضاف أن ألف جندي من دول غرب أفريقيا وتشاد وصلوا بالفعل إلى مالي، المنقسمة جزءين منذ أبريل الماضي، وإن «القوة الإفريقية تنتشر بسرعة أكبر من المتوقع»، موضحاً أن ذلك يفرض صعوبات لوجستية.
وقال رئيس أركان الجيوش الفرنسية، الأميرال إدوار غيوه، إن الجنرال غريغوار دو سان كوينتين سيتولى قيادة غرفة العمليات في العملية الفرنسية في مالي «سيرفال».
وقال مسؤول دفاع مالي إن 160 جندياً من بوركينا فاسو وصلوا إلى مركارا ( 270 كلم شمال باماكو) لتسلم القيادة من الفرنسيين الذين يحرسون جسراً استراتيجياً على نهر النيجر، وأضاف «إنهم في المكان، ويمكن أن يتابعوا بعد ذلك الى نيونو وديابالي»، البلدتين الواقعتين على مسافة أبعد شمالاً، وقال «بعد الفرنسيين سيكون الأفارقة على الأرض».
في غضون ذلك، أفادت مصادر متطابقة ان الطيران الفرنسي قصف، الليلة قبل الماضية، مواقع للمقاتلين الإسلاميين في شمال مالي، وتحديدا في أسونغو (80 كلم جنوب غاو) قرب الحدود النيجيرية.
وقال مسؤول في الجيش المالي «ليل الأربعاء الخميس، هاجمت مقاتلات الجيش الفرنسي، بنجاح، مواقع للإسلاميين في أسونغو وقرب هذه المدينة. إنها ضربات محددة جداً تسببت بخسائر في صفوف العدو»، وأضاف المصدر إنه تم أيضاً تدمير قواعد في بلدة سينا سونراي، على بعد خمسة كيلومترات من أسونغو.
وأكد مصدر أمني نيجيري هذه المعلومات، لافتا إلى أن «الطيران الفرنسي دمر أكبر قاعدتين للإسلاميين في أسونغو»، فضلاً عن إصابة مخزن للأسلحة والوقود.
وتقع أسونغو التي تبعد 80 كيلومتراً جنوب غاو (مدينة رئيسية في شمال مالي من التي يحتلها الإسلاميون) على الطريق المؤدية إلى الحدود النيجيرية.