الفلوجة تقدم أول قتلى احتجاجات العراق

قدمت مدينة الفلوجة امس اول قتلى الاحتجاحات العراقية ضد سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث سقط خمسة متظاهرين وأصيب العشرات بإطلاق الجيش النار على مسيرات جمعة «لا تراجع» التي خرج فيها مئات الالاف، في حين اعلنت محافظة صلاح الدين البدء بالدعوة إلى إعلان العصيان المدني في أربع محافظات.

وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الفلوجة امس ان «خمسة متظاهرين قتلوا واصيب العشرات من رفاقهم اثر وقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش في الفلوجة (50 كيلومترا غرب بغداد)». واضاف ان «الاشتباكات وقعت اثر قيام قوات الجيش بمنع متظاهرين من الوصول الى موقع للتجمع عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة». وتابع ان «بعض المتظاهرين قاموا بعد ذلك برشق قوارير مياه واحذية على الجنود الذين ردوا باطلاق الرصاص في الهواء وبشكل عشوائي ما ادى الى وقوع القتلى والجرحى».

تحقيق ومسؤولية

ودعا إمام وخطيب جمعة الفلوجة محمد الدليمي المتظاهرين إلى «عدم التعرض لقوات الجيش أو المصادمة معها»، مؤكدا أن «القضاء هو الذي سيكون الفاصل مع الجيش على خلفية مقتل وإصابة 40 شخصا من متظاهري المدينة».
وحمل الدليمي رئيس الحكومة «كل قطرة دم أسيلت اليوم في الفلوجة»، مطالبا المرجعيات الشيعية بـ«الأخذ على يد المالكي ومنعه من تدمير العراق».
من جهته، أعلن وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي أنه شكل لجنة للتحقيق في الحادث، تزامنا مع انباء عن انسحاب قوات الجيش العراقي من أحياء الفلوجة.
كما أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن حظر للتجوال في الفلوجة للأفراد والسيارات.
وهذه اول اشتباكات تؤدي لوقوع ضحايا منذ اندلاع التظاهرات والاعتصامات في مناطق متفرقة شمال وغرب بغداد قبل اكثر من شهر.
 

تظاهرات حاشدة

وخرجت امس العديد من التظاهرات في بغداد ومحافظات صلاح الدين والانبار وديالي، تؤكد المطالب ذاتها ولكنها تطالب باسقاط النظام كذلك.

ففي سامراء (110 كلم شمال بغداد)، خرج عشرات الاف المتظاهرين من مختلف مدن محافظة صلاح الدين يحملون اعلاما عراقية ولافتات كتب على واحدة منها «ارحل يا مالكي» و«الشعب يريد اسقاط النظام»، فيما هتف اخرون «الشعب يريد تطهير النظام»، في جمعة «لا تراجع».
اما مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، فتظاهر الاف بعد صلاة الجمعة وهم يحملون اعلاما عراقية ولافتات تطالب باطلاق سراح المعتقلين.
كما تظاهر الاف من اهالي مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، كبرى مدن محافظة نينوى، وهم يحملون اعلاما عراقية ولافتات كتب عليها «الشعب يريد اسقاط النظام» و «لا للطائفية ولا للتفريق ..نعم لعراق موحد».
 

وفي محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، تظاهر الاف في مناطق متفرقة من المحافظة مطالبين باسقاط الحكومة وتغيير الدستور. ففي بعقوبة، كبرى مدن ديالى (60 كلم شمال شرق بغداد)، تظاهر مئات من اهالي المدينة بعد صلاة الجمعة. ورفعوا اعلاما عراقية ولافتات كتب بينها «نطالب بتغيير النظام ..تغيير الدستور». ورافق التظاهرة هتافات بينها «نطالب باسقاط النظام ..تغيير الدستور».
واكتفى مئات اخرون بالتظاهر عند جامع الامام ابي حنيفة شمال بغداد، وهم يحملون اعلاما عراقية ولافتات بالمطالبة بـ«اطلقوا سراح المعتقلين» و«الغاء المادة 4 ارهاب» و «كلا كلا للارهاب».
 

دعوة للعصيان

وفي سياق متصل، قال الناطق باسم المعتصمين في صلاح الدين ناجح الميزان من «ميدان الحق» في قضاء سامراء إن «اللجان التنسيقية لمعتصمي ومتظاهري صلاح الدين، قررت دعوة مجلس المحافظة للاستعداد منذ الآن لإعلان العصيان المدني». وذكر ان العصيان «يتضمن تعليق العضوية أو تعليق مفتوح لأعمال مجالس المحافظة والأقضية والنواحي التابعة لها إلى إشعار آخر». وأوضح أن قرار التصعيد بالدعوة إلى عصيان مدني تأتي بسبب «المماطلة والتسويف من قبل الحكومة»، ووصف اللجان التي شكلتها لبحث مطالب المعتصمين والمتظاهرين بأنها باتت بمثابة «مقبرة للحقوق»، مشيراً إلى أن العصيان سيشمل ايضاً الأنبار ونينوى وديالى.

مسيرات تأييد

تظاهر العشرات من تنظيم «دعاة العراق لدعم الدولة» أمس في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد، مؤيدين لسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته، مطالبين بعدم إلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة.