قطع الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي الشك باليقين نهار أمس وأصدر قراراً بتشكيل مؤتمر الحوار الوطني، وتسمية أعضائه (البالغ عددهم 565 مندوباً يمثلون مختلف القوى).. في موازاة حشد آلاف من الجنوبيين في عدد من محافظات الجنوب هدفها الزحف إلى عدن للمشاركة في مليونية «الزحف» المرتقبة اليوم تأكيداً لرفض الحوار، تزامناً مع عصيان مدني شل أمس عدن وحضرموت والمكلا.
ونفذ الجنوبيون عصيانهم في عدن وحضرموت والمكلا استجابة لدعوة فصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي دعا لعصيان مدني لمدة ثلاثة أيام في وقت توافد الآلاف من أبناء الصبيحة بمحافظة لحج منذ الصباح الباكر إلى منطقة رأس العارة استعدادا للزحف إلى العاصمة اليمن الجنوبي سابقاً عدن للمشاركة في مليونية «الزحف» التي تنطلق اليوم رفضا للحوار.
ودعا الناطق الرسمي لمجلس الحراك برأس العارة بسيم الدباش القيادات الجنوبية في الداخل والخارج التوحد ورص الصف خلف مطلب الشعب المتمثل بالتحرير والاستقلال والتماشي مع ضغط الجماهير بالداخل وليس الرضوخ لضغوطات الدول الإقليمية والدولية التي تولي مصالحها جل الاهتمام وليس مصلحة شعب الجنوب.
في الأثناء، أكدت مصادر يمنية أن إضراباً شبه تام نفذ في عدن والمكلا وحضرموت، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، فيما قام ناشطون من الحراك بإغلاق الشوارع بالإطارات والحجارة ومنعوا مرور المركبات فيما تجنبت قوات الأمن الاصطدام بهم وفقا لتوجيهات رئاسية فيما يعتزم الحراك الجنوبي إقامة مهرجان حاشد لإعلان رفض هؤلاء المشاركة في مؤتمر الحوار.
تشكيل مؤتمر الحوار
في غضون ذلك، أصدر هادي قراراً بتشكيل مؤتمر الحوار الوطني والذي شمل مجموعة من القيادات الجنوبية البارزة التي ستشارك في مؤتمر الحوار منها: رئيس مؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد، ووزير الخارجية الأسبق عبدالله الأصنج.. فيما تأكد غياب الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس وزراء أول حكومة في دولة الوحدة حيدر العطاس.. في حين رفض البيض المشاركة في المؤتمر ومعه رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم اللذان يطالبان بانفصال الجنوب عن الشمال.
وخصص 112 مقعدا للمؤتمر الشعبي العام، الحزب الأكبر في اليمن والذي يحظى بأغلبية في البرلمان والذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وينحدر من صفوفه أيضاً الرئيس هادي. ويليه التجمع اليم
ني للإصلاح (الإخوان المسلمون) وسيحظى، بـ50 مندوباً في مؤتمر الحوار وخصص للحراك الجنوبي 85 مقعداً، لكن جميع فصائل الحراك أعلنت عدم مشاركتها.
ويمثل الحوثيون 35 مندوبا وهي جماعة يقودها عبدالملك بدرالدين الحوثي ولها امتدادات بمعظم المحافظات الشمالية وتسيطر على محافظة صعدة بالكامل وأجزاء من محافظات مأرب والجوب وحجه.
وخصص للشباب المستقل 40 مقعداً، وستحظى النساء المستقلات ومعهن ممثلو المجتمع المدني بعدد مماثل من المقاعد. فيما سيتمثل الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في اليمن الجنوبي السابق بـ37 مندوباً. وسيمثل الحزب الوحدوي الناصري 30 مندوباً، كما ستتمثل خمسة أحزاب أخرى ممثلة في حكومة التوافق الوطني الحالية التي تدير المرحلة الانتقالية، ومن بينها حزب البعث، بـ20 مقعداً في الحوار، واتحاد الرشاد (سلفي) بسبعة مندوبين، وحزب العدالة والبناء (ليبرالي) بـالعدد ذاته.
ويحتفظ الرئيس هادي بـ62 مقعدا لشخصيات من اختياره تمثل القبائل ورجال الدين والأقليات الدينية بما في ذلك المجموعة اليهودية الصغيرة التي ما زالت تقيم في اليمن.
من جانب آخر، أصدر الرئيس اليمني قراراً بشأن اللائحة الداخلية لأعمال مؤتمر الحوار الذي سيستمر ستة أشهر والتي كرس احد أبوابها لفريق عمل القضية الجنوبية: حيث منحت الحراك الجنوبي السلمي تمثيل بعدد 15 ممثلاً في هذا الفريق وستة ممثلين كحد أعلى لكل من المكونات الأخرى. واشترطت أن يمثل أبناء الجنوب بـ50 في المئة من فريق القضية الجنوبية، على أن يكون 75 في المئة من هذه النسبة للحراك الجنوبي السلمي.
دعم أممي
جددت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن دعمها لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، حيث انتقد السفير الروسي بصنعاء بشدة موقف نائب الرئيس السابق علي البيض.
وفي لقاء جمع وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي بسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن المعتمدين بصنعاء تمت مناقشة العلاقات بين اليمن وهذه الدول وسبل تعزيزها وتطويرها.