نظم المئات من أهالي محافظة سوهاج والحركات السياسية الثورية، وقفة احتجاجية ضد زيارة الرئيس محمد مرسي للمحافظة، التي افتتح خلالها عدداً من المشروعات وعقد اجتماعاً وزارياً مصغراً، في وقت يترقب المصريون اليوم الأحد، حسم مصير الطعون المقدمة ضد قرار وقف الانتخابات النيابية التي كان مقرراً لها أن تجرى في 22 أبريل المقبل.
وتظاهر المئات من أهالي محافظة سوهاج على كوبري أخميم للمطالبة برحيل مرسي مرددين هتافات تطالب بسقوط حكم المرشد.
واندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين، استخدمت فيها العصي والقنابل المسيلة للدموع، وأسفرت عن سقوط بعض المصابين بين جرحى وحالات اختناق.
وكان المتظاهرون رددوا هتافات ضد مرسي، ما أدى لمناوشات كلامية بينهم وبين قوات الأمن المتواجدة في الميدان، والتي تحولت تدريجياً إلى اشتباكات بالأيدي والعصي، ما اضطر قوات الشرطة إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وسقوط عدد من الجرحى وحالات اختناق تم نقلها للمستشفى لعمل الإسعافات الأولية لها.
وكان مرسي افتتح خلال زيارته عدداً من المشروعات في المحافظة، كما ترأس اجتماعاً وزارياً مصغراً بحضور رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل.
تظاهرات ألتراس
من جهة أخرى، تظاهر عدد كبير من أعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي المعروفة باسم «ألتراس» أمام مكتب النائب العام وسط العاصمة القاهرة مطالبين بإطلاق سراح رفاقهم المحبوسين على ذمة اتهامهم «بإثارة الشغب». واحتشد مئات من أعضاء «ألتراس» في محيط دار القضاء العالي حيث مكتب النائب العام مطالبين بإطلاق سراح 38 من رفاقهم محبوسين احتياطياً على ذمة اتهامهم بارتكاب أعمال شغب.
وأطلق «ألتراس» الألعاب النارية في الهواء مردِّدين هتافات «مش حنسيبه مش حنسيبه.. حق أخويا لازم أجيبه»، و«لو حق أخويا ما جاش يبقى ما تلومناش».
طعون الانتخابات
ومن المُقرر أن تنظر المحكمة الإدارية العليا اليوم الأحد الطعون المقدمة من الرئاسة المصرية ومحامين آخرين، ضد قرار وقف الانتخابات النيابية، رغم قرار الرئاسة بتأجيلها لحين الانتهاء من قانون الانتخابات الجديد.
وكانت المحكمة الإدارية العليا أرجأت الأربعاء الماضي تأجيل نظر الطعون على حكم محكمة القضاء الإداري بوقف قرار مرسي بدعوة الناخبين للانتخابات وإعادة عرض قانون الانتخابات على المحكمة الدستورية العليا، والمقدمة من عضو مجلس الشعب السابق محمد العمدة والمحامي حامد صديق، وذلك للاطلاع وضم الطعون المقدمة من هيئة قضايا الدولة الممثلة لمؤسسة الرئاسة ومجلس الشورى واللجنة العليا للانتخابات إلى جلسة اليوم الأحد.
وأقام العمدة طعنا قضائيا أمام المحكمة الإدارية العليا، طالب فيه بوقف تنفيذ الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري الذي صدر بوقف قرار مرسي بدعوة الناخبين للانتخابات وإعادة عرض قانون الانتخابات على المحكمة الدستورية العليا. وأسس العمدة أسباب طعنه في أن قرار دعوة الناخبين للاستفتاءات أو الانتخابات «عمل من أعمال السيادة»، وفقًا لما استقر عليه قضاء مجلس الدولة سواء محكمة القضاء الإداري أو الإدارية العليا.
وتراجعت الرئاسة المصرية عن قرارها بعد الطعن على قرار محكمة القضاء الإداري بوقف الانتخابات وقدمت هيئة قضايا الدولة ومجلس الشورى طعنا على القرار، رغم أن الرئاسة أرجأت الانتخابات لحين الانتهاء من القانون الخاص بالاقتراع.
سيناريوهات
ويرى مراقبون أن المحكمة أمام سيناريوهين، وفقاً ما يؤكده نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية الشافعي صالح الذي أكد أن السيناريو الأول متعلق بقيام المحكمة بقبول الطعن، ومن ثم يتم وقف قرار محكمة القضاء الإداري الخاص بإيقاف إجراءات انتخابات النواب، وتصح قرارات الرئيس بدعوة الناخبين للانتخاب.
أما السيناريو الثاني فيتعلّق برفض المحكمة لهذا الطعن، وهو ما يؤدي إلى إعادة القانون مُجدداً إلى المحكمة الدستورية العليا للبت في القانون السابق ثم يُعاد إلى محكمة القضاء الإداري مرة أخرى لتصدر حكمها فيه.
ويشير مراقبون إلى إشكالية خطيرة تتمثل في الصعوبات التي تواجهها «دولة القانون» عقب ثورة 25 يناير والتي يواجهها النظام الحالي من خلال وقوفه ضد المؤسسة القضائية في أكثر من ملف.
مرسي إلى باكستان غداً
يتوجه الرئيس المصري محمد مرسي إلى باكستان غداً الاثنين في زيارة تبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن مرسي سيجري زيارة رسمية لباكستان الاثنين بدعوة من الرئيس الباكستاني آصف علي زارداري. وذكرت الوزارة أن مرسي سيكون أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً يزور باكستان، لافتة إلى أن آخر زيارة لرئيس مصري لباكستان أجراها جمال عبدالناصر في ستينات القرن الماضي.
وأشار البيان إلى أن زيارة مرسي لإسلام آباد «ينظر إليها كنقطة تحوّل تاريخية في العلاقات التقليدية والصديقة بين البلدين». وأوضح البيان أن قرار مرسي اختيار باكستان كأول بلد يزوره في جنوب آسيا يظهر رغبة مصر بإضافة فصل جيد في علاقاتها الثنائية مع باكستان. واشارت الخارجية الباكستانية إلى أن مرسي سيلتقي خلال زيارته بنظيره الباكستاني، وبعدها ستجرى محادثات على مستوى الوفود.
وأوضح البيان أنه من المتوقع أن يجري الرئيسان محادثات مكثفة في كل المجالات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بما فيها المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واشارت الخارجية إلى أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، مشيرة إلى أن الزيارة من شأنها أن تقوي العلاقات بين القاهرة وإسلام آباد على مختلف الأصعدة. القاهرة يو.بي.آي