كشفت تقارير إخبارية أمس عن رفع حالة التأهب في سيناء المصرية وعلى الحدود مع قطاع غزة، كما رفع الاحتلال الإسرائيلي أيضا حالة التأهب على الحدود مع مصر، تحسبا لشن هجمات انتقامية ردا على اغتيال إسرائيل قائد جماعة التوحيد والجهاد الشيخ هشام السعيدني في قطاع غزة السبت الماضي.. في وقت يستعد الاحتلال إلى ضم 15 ألف متدين يهودي من الحريديم إلى صفوف الجيش.
ونقلت التقارير عن مصادر عسكرية في سيناء قولها إن الأجهزة الأمنية تسلمت إخطاراً أمنياً عاجلاً باعتزام الجماعات الجهادية والتكفيرية في سيناء تنفيذ عمليات كبيرة ضد المقار الأمنية بشمال سيناء باستخدام سيارات مفخخة.
وأضافت المصادر لوكالة أنباء (معا) الفلسطينية أن الإخطار الأمني لأمن سيناء ورد من قبل أجهزة سيادية بالقاهرة بضرورة أن تقوم أجهزة الشرطة والجيش برفع حالة التأهب واليقظة التامة، والتعامل بحرص شديد مع أي سيارات غريبة تقترب من المقار الأمنية مثل مديرية أمن العريش، أو مقار الجيش والمخابرات وغيرها من المقار الأمنية الحساسة.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية مصرية قولها إن كافة أجهزة الأمن رفعت درجة الاستعداد القصوى تحسبا لوقوع أية عمليات انتقامية على الحدود الإسرائيلية خلال الساعات القليلة المقبلة من قبل الجماعات الجهادية رداً على قيام إسرائيل باغتيال السعيدني، الملقب بأبوالوليد المقدسي.
وقال التلفزيون الإسرائيلي إن الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية وصلتها هذه التحذيرات الجدية، موضحًا أن الوضع في شمال سيناء بات حساسا للغاية في ظل تهديدات هذه الجماعات المتواصلة.
فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي قام بتعزيز قواته على طول الحدود مع مصر خشية «تنفيذ عملية انتقامية».. بالتزامن مع إفادة شهود عيان بأنّ الاحتلال عزز قواته على طول الحدود، وخاصة في المناطق التي يجري العمل فيها حاليا على إقامة السياج الحدودي.
تهديد
على الصعيد ذاته، أكد قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الميجر جنرال تال روسو استعداد جيشه للتعامل مع ما سماه أي «تحدٍ محتمل في الجبهة الجنوبية، بما في ذلك تنفيذ عملية عسكرية»، محذرا من أن التوتر في غزة لم ينته بعد.
فيما قال الناطق باسم منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق غاي عِنبار إن إصدار إسرائيل تصاريح عمل للفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، خاصة في فترة عيد الأضحى المبارك مرهون باستقرار الوضع الأمني. وفي تحذير هو الثانٍي خلال نحو 10 أيام، دعا جيش الاحتلال مواطنيه القاطنين قرب الحدود مع قطاع غزة إلى عدم الابتعاد عن الملاجئ.
وكشفت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن قيادة المنطقة الداخلية في الجيش طالبت هؤلاء السكان بعدم الابتعاد عن تلك الملاجئ كثيرا، حتى يمكنهم الوصول إليها في فترة زمنية لا تتجاوز الـ 15 ثانية في حال حدوث أي طارئ.
تجنيد
في خضم ذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي خلال أيام بتوجيه أوامر مثول عسكرية لما يقارب 15 ألف متدين أعمارهم بين 17 و19 عاما، لقواعد التجنيد التابعة للجيش الإسرائيلي، وفقا لتعليمات صادرة من وزير الجيش ايهود باراك. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» ان خطة الاحتلال تقوم على أساس استيعاب هؤلاء المتدينين خلال عام وليس للتجنيد الفوري، وتهدف هذه الأوامر إلى دمج الشبان المتدينين في صفوف الجيش.
هجوم
اكد مصدر أمنى مصري مسؤول أن مسلحين مجهولين استولوا الليلة قبل الماضية على سيارة تابعة للجيش المصري، أثناء سيرها بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.
وقال إن «المسلحين الذين يستقلون سيارة دفع رباعي دون لوحات معدنية، قاموا بإيقاف سيارة الجيش تحت تهديد الأسلحة النارية، أثناء سيرها بمنطقة جسر الوادي، واختطفوها، بعد إنزال مستقليها، وفروا بها إلى منطقة صحراوية غير معلومة».