أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دبي تسعد باستقبال الشباب الطموح، الذي يبحث عن مكان آمن للعيش والاستثمار والاستقرار، وتحقيق أهدافهم الشخصية والإسهام في زيادة حجم النمو الاقتصادي في البلد الذي يستثمرون فيه.
جاء ذلك خلال لقاء سموه في فندق ريتز كارلتون بمركز دبي المالي العالمي صباح أمس، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي، نخبة من الشباب المستثمرين المنضوين تحت مظلة منظمة المستثمرين الشباب العالمية، ومقرها مدينة زيوريخ في سويسرا.
وأضاف سموه: "نحن نعتبر دبي نموذجاً يحتذى، كونها استطاعت بالإرادة والتخطيط والرؤية الواقعية والعمل الجاد، تخطي الأزمة المالية العالمية وتجاوزها بكل تبعاتها السلبية"، مضيفاً سموه: "
كانت الأزمة العالمية أكبر تحدٍ لنا، ونحن بطبعنا نحب التحديات في الحياة، لأننا أهل صحراء، ونعيش في بيئة صحراوية كانت في الماضي قاسية جداً، وأنا فخور بأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، انطلق برسالته السماوية من الصحراء العربية لنشر الإسلام في أمصار بعيدة كالصين وغيرها، وهذا بالطبع كان تحدياً بحد ذاته، وتحدياً صعباً، استطاع رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام تجاوزه، وانطلق إلى الأصقاع لنشر الدين الإسلامي الحنيف".
وقد تحاور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأكثر من ستة وثلاثين شاباً وفتاة من المنظمة العالمية، يشاركون في اجتماع لهم في دبي على مدى ثلاثة أيام، وتجاذب سموه معهم أطراف الحديث حول عدد من المواضيع ذات الصلة بالاستثمارات في دبي، ورؤية سموه لمستقبل هذه المدينة العالمية المنفتحة، كما وصفها الشباب.
وجهة مفضلة
وقد رحب سموه بالمستثمرين الشباب، الذين هم أعضاء في المنظمة التي تضم في عضويتها قرابة 800 شاب وفتاة من مختلف الجنسيات والثقافات، بما فيها دولة الإمارات، معرباً لهم سموه عن اعتزازه بهذا التجمع الذي اختار دولة الإمارات من بين دول العالم للاجتماع فيها.
واختيارهم دبي كوجهة مفضلة لهم لاكتشاف القطاعات التي يمكن لهم أن يستثمروا فيها، والتعرف عن قرب إلى الفرص الاستثمارية المتاحة، والتسهيلات التي توفرها حكومتها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير كافة مقومات نجاح هذه الاستثمارات مهما كان نوعها وحجمها، وضمان تحقيق الجدوى الاقتصادية من ورائها.
وقال سموه: "إن الإبداع والنجاح يولدان من رحم الأزمات والشدائد، ونحن والحمد لله، حققنا لحد الآن ما نسبته 10 في المئة من طموحاتنا، لأن كل ما ترونه من إنجازات حضارية وإنسانية لم يصل بعد إلى ما نطمح إليه، وهو الرقم واحد عالمياً".
وأكد سموه، في معرض حواره مع الشباب الذين أعربوا عن سعادتهم بلقاء سموه، وزيارة دبي التي وصفوها بالمدينة السعيدة بأهلها وقاطنيها من مختلف ثقافات العالم، أكد أنه وفريق عمله يخططان وينفذان، معتبراً أن شعب الإمارات شعب مثقف ومتعلم، ولديه الخبرة الطويلة في العمل التجاري والاستثمار والإبداع في مجالات عدة.
رؤية واضحة
وقال سموه: "نحن نتعلم من أخطائنا، فكلنا نخطئ، خاصة الذي يعمل يخطئ، ومن لايعمل لا يخطئ.. أما نحن، فلأننا نعمل فالخطأ وارد، لأننا بشر، ولكن الخطأ الأكبر ألا يتعلم الإنسان من خطئه وينفض عنها غبار الفشل والإحباط، لينهض من جديد أكثر جدية وصلابة وعزيمة، حتى يصل إلى مبتغاه، لكن بشرط أن تكون لديه رؤية مستقبلية واضحة وثاقبة".
وخاطب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشباب وعلامات السعادة والارتياح بادية على محياه: "أقدم لكم نصيحة، وهي أن تكونوا دوماً متفائلين، وأن تستيقظوا من نومكم كل صباح وفي داخلكم طاقة إيجابية، والبسمة على شفاهكم، وأنا أضمن لكم يوماً حافلاً بالتفاؤل والنجاح والسعادة".
وودعهم سموه، وتمنى لهم النجاح في استشراف المستقبل، وأن يجدوا ضالتهم في دبي، والتقطت لسموه مع الحضور الصور التذكارية في ختام اللقاء.
حضر اللقاء معالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة بدبي، وسامي ظاعن القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وفهد القرقاوي المدير التنفيذي لمكتب الاستثمار الأجنبي في الدائرة الاقتصادية، الذي شرح لسموه خلال اللقاء الهدف من عقد منتدى منظمة المستثمرين الشباب العالمية في دبي، للتشاور وتبادل المعرفة في ما بينهم، بحضور مستثمرين إماراتيين كبار حول الحلول المستدامة في استهلاك الطاقة والبناء والنقل والإدارة.
وما إلى ذلك، إلى جانب إجراء نقاشات حول كيفية القيام بالأعمال التجارية في دولة الإمارات والشرق الأوسط، وتسليط الضوء على مقومات وعوامل نجاح الشركات، من خلال الانطلاق والتوسع في أعمالها بدبي.
ونوه القرقاوي بأن منظمة المستثمرين الشباب تمتلك مواهب وموارد غنية من المعرفة ورؤوس الأموال والطموح إلى تحويل التحديات لفرص استثمارات واعدة ذات جدوى اقتصادية مجزية، وهذه الطموحات تتماشى ورؤية دبي التي تعتبر منصة مثالية لهذا المجتمع المستثمر وتحقيق النمو المستدام.