فيما لا يزال مسرح الأحداث في ليبيا يشهد تطوّرات ميدانية وسياسية، وقعت الليلة قبل الماضية معارك ضارية في مدينة بني وليد بين مليشيات تابعة للجيش ومقاتلي المدينة، أسقطت 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، بالتزامن مع محاولات تسوية ودخول المدينة سلمياً بوصول رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف إلى بني وليد، رافقها إعلان رئاسة الأركان العامة للجيش أمس استعداد وحدات نظامية الدخول إلى مدينة بني وليد لتسوية أوضاعها وفرض الأمن.
وشنت مجموعة مليشيات ليبية تحت راية الجيش الليبي هجوما على مدينة بني وليد، أحد آخر معاقل نظام العقيد الليبي المقتول معمر القذافي، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى وفق مصادر محلية.
وأكّد مصدر في قوات درع ليبيا، وهي كتيبة مقاتلين سابقين انضموا إلى وزارة الدفاع، أنّ المواجهات أسفرت عن وقوع أربعة قتلى و19 جريحاً في صفوف قوات درع ليبيا، في وقت أشار مستشفى بني وليد إلى سقوط سبعة قتلى و75 جريحا. فيما تحدثت تقارير إخبارية عن سقوط 15 قتيلا على الاقل.
قصف ثلاثي الجبهات
على الصعيد ذاته، أشار المسؤول المحلي في بني وليد مسعود الواعر إلى أنّ المدينة تعرّضت للقصف من ثلاث جبهات، ما أدى إلى مقتل أحد السكان، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى على حد قوله.
وقالت كتيبة درع ليبيا ومقاتلون من مصراتة إنّهم تلقوا تعليمات للتقدّم إلى بني وليد في حين أنّ الناطق باسم الجيش العقيد علي الشيخي نفى أن يكون الجيش أعطى أمراً بهذا الشأن.
واوضحت قيادة الجيش في وقت لاحق أنّ المجلس الاجتماعي في بني ولدي، الذي يضم زعماء القبائل في المدينة، أعطى موافقته على دخول الجيش النظامي إلى المدينة وفرض سلطة الدولة فيها.
وفي بيان نشرته وكالة الانباء الليبية، قال إنّ الجيش مستعد للدخول إلى بني وليد، داعياً جميع الاطراف إلى ضبط النفس والسماح للوحدات العسكرية النظامية الليبية بفرض سلطة الدولة، كما دعا المطلوبين والخارجين عن القانون إلى تسليم أنفسهم.
محاولات تسوية
على الصعيد ذاته، تحاول السلطات الليبية التفاوض على تسوية مع زعماء قبائل وعسكريين في بني وليد للسيطرة سلميا على هذه المدينة.
وأعلن مسؤول عسكري في بني وليد انّ رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف سيتوجه إلى بني وليد، وقال «ننتظر زيارة رئيس المؤتمر لكنني لا اعلم كيف سيدخل الى المدينة في وقت تواصل مليشيات مصراتة قصفنا».
من جهته، أكّد الناطق باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان أنّ الزيارة المرتقبة للمقريف لتطبيق القرار رقم 7 للمؤتمر الوطني، لافتاً إلى أنّ «قوة عسكرية ستدخل المدينة بموافقة القبائل المحلية».
مطالب تحقيق
في خضم ذلك، دعت الولايات المتحدة الحكومة الليبية للتحقيق في الظروف التي قتل فيها القذافي.
وعلقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، خلال مؤتمر صحافي على التقرير الذي نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» وتشير فيه إلى وجود أدلة جديدة تثير التساؤلات حول الرواية الرسمية لمقتل القذافي إلى جانب تنفيذ عملية إعدام كبرى في صفوف مرافقيه، قائلة «نحن نحض الحكومة الليبية على التحقيق بجدية في هذه المزاعم ومحاكمة الفاعلين بطريقة تتماشى مع التزامات ليبيا الدولية».
نفي أميركي
وفيما لا تزال تداعيات مقتل السفير الأميركي في بنغازي ماثلة، نفى مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وجود خطط لتسريع تطبيق برنامج تدريبي لإعداد قوات نخبة «كوماندوس» ليبية، إذ نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن المسؤولين في البنتاغون قولهم، ألّا وجود لأية خطط تهدف إلى تسريع عملية إنشاء قوة «كوماندوس» ليبية، وذلك رداًّ على ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن مبادرة وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين إلى مساعدة الحكومة الليبية على إنشاء القوة لمحاربة المتطرفين الإسلاميين الذين قتلوا السفير الأميركي كريس ستيفنز و3 أميركيين آخرين في ليبيا الشهر الماضي، ومساعدة البلاد على مواجهة المليشيات فيها.