تكشفت فصول جديدة حول تفجيرات مدينة الريحانية التركية، أمس، التي شهدت إدانات واسعة ومن بينها دولة الامارات، التي اعتبرت التفجيرات عملاً إجرامياً وإرهابياً.. قالت السلطات التركية: إنها ألقت القبض على تسعة مشتبهين وجميعهم من الأتراك، إلا أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو اعتبر أن التفجيرات لها علاقة بنظام الأسد وأن من نفذها هم أنفسهم من ارتكبوا مجزرة بانياس.
وقال: إن الوقت حان لتحرك المجتمع الدولي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، محذراً من «استفزازات عرقية» في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس.
ودانت وزارة الخارجية التفجير الإرهابي الذي استهدف بلدة الريحانية في محافظة هاتاي جنوب تركيا وأسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين من المواطنين الأتراك الأبرياء. وقالت الخارجية، في بيان لها أمس، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الذي أودى بحياة الأبرياء.
وأعربت الوزارة عن «تضامن الدولة حكومة وشعباً مع جمهورية تركيا ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العمل الإجرامي الجبان». ودعت كل دول العالم إلى الوقوف في وجه الإرهاب ومكافحته واجتثاثه بكل أبعاده مهما كان مصدره ودوافعه.
وأعربت الخارجية عن خالص تعازيها لأسر وذوي ضحايا هذا العمل الآثم وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
«سيناريو كارثي»
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي». وقال أردوغان، خلال لقاء في اسطنبول: «إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي»، داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا الى المستنقع السوري».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو: إن «الوقت حان» ليقوم المجتمع الدولي «بتحرك» ضد الرئيس السوري بشار الاسد في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سوريا.
وكان داوود اوغلو يتحدث في مؤتمر صحافي ببرلين بعد يوم من تفجير سيارتين ملغومتين في بلدة الريحانية التركية الحدودية أسفرا عن مقتل 46 شخصا، وهو هجوم أنحى المسؤولون الأتراك باللائمة عنه على مقاتلين يرتبطون بصلات بإدارة الأسد.
علاقة النظام
وقال أوغلو: إن من المعتقد ايضا ان من تورطوا هم من نفذوا هجوماً على بلدة بانياس الساحلية السورية الاسبوع الماضي. وأكد في مقابلة مع قناة «تي.آر.تي» التلفزيونية التركية أنه «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا.
علاقته الكاملة بالنظام السوري». وأضاف: «يتعين أن نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس».
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي: إن السلطات التركية ألقت القبض على تسعة اشخاص مشتبهين في تفجيري الريحانية. وأضاف أن «التسعة هم مواطنون أتراك». في وقت أعلن وزير الداخلية التركي أول من أمس أن مرتكبي الاعتداء ينتمون إلى «منظمة تدعم النظام السوري وأجهزة استخباراته».
واضاف، خلال مؤتمر صحافي في انطاكيا، ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجانب الآخر من الحدود بل هم موجودون في تركيا.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج إن نظام الأسد «المشتبه به الطبيعي».
النظام ينفي
في غضون ذلك، نفت دمشق الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بحسب تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي.
وقال الزعبي: «منذ 100 عام ولدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سوريا بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك هكذا تصرف أو فعل ليس لأننا لا نستطيع بل لأن تربيتنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح»، وذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.
وطالب وزير الإعلام السوري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «بالتنحي».
وقال الزعبي، في كلمة له أمام ندوة سياسية في دمشق، إنه «ليس من حق أحد في تركيا أن يطلق الاتهامات جزافاً بحق سوريا بشأن التفجيرات.. فسوريا لم ولن تقدم أبدا على هذا التصرف لأن قيمنا لا تسمح لنا بذلك» حسب قوله. وركّز هجومه على أردوغان بقوله: إنّ على «أردوغان التنحي كقاتل سفاح»، وفق وصفه.