انتقدت وزارة الخارجية المصرية أمس قيام عناصر مسلحة من حركة حماس الفلسطينية باقتحام المركز الثقافي المصري في قطاع غزة واعتقال عدد من العاملين فيه، في وقتٍ لقي مصري حتفه برصاص إسرائيلي جنوبي معبر رفح، الذي فتحته القاهرة للحالات الإنسانية.
وفي حين ،قررت الحكومة المصرية تقليل ساعات حظر التجوال، لتبدأ من الحادية عشر مساء، بدلا من التاسعة مساء، وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، اعتبارا من يوم أمس يستثنى منه أيام الجمعة، حيث يستمر فيها حظر التجوال كما هو، من السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي ..
.قالت الخارجية المصرية في بيان أمس: «تدين وزارة الخارجية بشدة وتستنكر التصرف غير المسؤول وتطالب بالإفراج الفوري عن المصريين الذين قامت شرطة حركة حماس باعتقالهم»، بدون أن تحدد وزارة الخارجية عدد المصريين المعتقلين إثر دهم المركز الثقافي المصري في قطاع غزة. وفيما أعربت وزارة الخارجية المصرية في بيانها عن دعمها للفلسطينيين قالت إنها لن «تتسامح» مع ممارسات «حماس».
وفي غزة، اكتفى الناطق باسم الحكومة المقالة إيهاب الغصين بالقول ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» ان «أجهزة الأمن في غزة استدعت مواطنا فلسطينيا يدعى عادل عبدالرحمن الكحلوت بناء على طلب من النيابة العامة للتحقيق معه على خلفية قضية لدى الجهات الأمنية». وأضاف الغصين انه «لدى الكحلوت مكتب خاص في غزة وادعى أن هذا المكتب يمثل الجالية المصرية وتم إغلاقه بعدما تبين كذبه»، على حد زعمه.
ويحمل الكحلوت الجنسية المصرية التي حصل عليها من امه مثل العديد من سكان غزة. ولكن السفير المصري في رام الله ياسر عثمان قال إن أجهزة الأمن في حكومة حماس «اقتحمت المركز الثقافي المصري الذي تشرف عليه جمعية فلسطينية تعنى بشؤون المصريين في غزة واعتقلت عبدالرحمن وشخصا آخر»، لم يوضح اسمه.
وتابع عثمان: «فوجئنا بما حدث لأن المكان هو مقر جمعية فلسطينية للجالية المصرية مسجل رسميا وفق القوانين الفلسطينية المعمول بها في غزة منذ فترة، وهي جمعية معروفة تخدم أبناء الجالية المصرية في القطاع». وأضاف السفير المصري إن «على حكومة حماس أن تقدم تفسيرا سريعا لما حدث، وان تفرج فورا عن عبدالرحمن وان تعيد فتح مكتب الجمعية».
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن الكحلوت «تم استدعاؤه الخميس الماضي لدى جهاز الأمن الداخلي في حكومة حماس وتم التحقيق معه حول بيان صدر مؤخرا في غزة يعلن تأييد الجالية المصرية في قطاع غزة للقيادة الجديدة في مصر، وكذلك عن علاقته بالسفارة المصرية في رام الله».
معبر رفح
على صعيد آخر، فتحت السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة في الاتجاهين. وقال مصدر أمني مصري إن «معبر رفح عمل لمدة أربع ساعات من أجل عبور الفلسطينيين من الحالات الإنسانية والمرضية والطلاب والمعتمرين».
الحدود الإسرائيلية
ميدانياً، قتل مصري وجرح آخر برصاص إسرائيلي على الحدود المصرية الإسرائيلية. ونسب موقع صحيفة «الدستور الأصلي» إلى مصادر قبلية قولها إن «مصريا قتل وأصيب آخر برصاص الجيش الإسرائيلي بعد أن تمكنا من اجتياز الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل عند إحدى النقاط الحدودية جنوبي معبر رفح».
وضع سيناء
على صعيد متصل، هاجم مسلحون مجهولون كمين مطار العريش في محافظة شمال سيناء بقذيفة صاروخية «ار بي جي»، ما أدى إلى الحاق أضرار بإحدى مدرعات الجيش.
توقيف 31
كذلك، أعلنت القوات المسلحة أمس توقيف 31 شخصاً من الخارجين على القانون بينهم خمسة عناصر «تكفيرية» في شمال سيناء، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أركان حرب أحمد محمد علي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
اعتقال قيادييْن في »القاعدة«
ألقت أجهزة الأمن في القاهرة القبض على قياديين في تنظيم القاعدة من أبناء عمومة زعيم التنظيم أيمن الظواهري أثناء اختبائهما في شقة بمدينة نصر.
وقال موقع «الأهرام» الإلكتروني أمس إنه تم ترحيل المقبوض عليهما في حراسة أمنية مشددة إلى سجن طرة جنوب القاهرة، بعد أن عثر بحوزتهما على سلاحين ناريين وذخيرة وحاسب محمول عليه صور لشخصيات عامة وبعض المسؤولين في الدولة. وأشار الموقع إلى أنه تم القبض على المتهمين بدون أي مقاومة.
وأمرت نيابة أول مدينة نصر، برئاسة المستشار أحمد حنفي رئيس النيابة، بإحالة التحقيق في واقعة ضبط سلاحين وأجهزة كمبيوتر داخل شقة بمدينة نصر بحوزة مسلحين من أبناء عم الظواهري إلى نيابة أمن الدولة للاختصاص.
وكان مدير مباحث القاهرة اللواء جمال عبدالعال وردت إليه معلومات حول تواجد القياديين في التنظيم من أبناء عمومة الظواهري داخل شقة في شارع النبوي المهندس متفرع من شارع مكرم عبيد بمدينة نصر شرق القاهرة.
تحريض »القاعدة«
في المقابل، حرض الفرع العراقي لتنظيم القاعدة المصريين على حمل السلاح ضد جيشهم في رسالة صوتية على الانترنت.
وذكر التنظيم المعروف باسم «دولة الإسلام في العراق والشام» في رسالة صوتية أن «الصدام قدر محتوم». يشار إلى أن اتهامات عديدة طالت جماعة الإخوان في مصر بالتنسيق مع تنظيم القاعدة واتباع تكتيكاته، خاصة مع تصاعد الأعمال الإرهابية في غير منطقة في البلاد بعد إطاحة ثورة 30 يونيو بالرئيس الإخواني محمد مرسي.