قتل نحو 173 شخصاً وأصيب المئات من جراء هزة أرضية قوية قدّرت قوّتها بـ7.8 درجات ضربت إقليمي السند وبلوشستان جنوب غربي باكستان وأحسّ بها قاطنو بعض إمارات الدولة، لكن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أكدت أنه لم يكن للهزة تأثير على الدولة.
ورصدت الشبكة الوطنية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عند الساعة 03:29 من ظهر أمس زلزالاً بقوة ثماني درجات حسب مقياس ريختر وبعمق تسعة كيلومترات في منطقة جنوب باكستان تبعد بحدود 950 كيلومتراً الى الشمال الشرقي من إمارة رأس الخيمة.
وأكد مسؤول إدارة الزلازل في المركز الوطني المهندس خميس الشامسي أنه رغم قوة الزلزال إلا أن تأثيره على الدولة لا يكاد يذكر حيث لم يتلق المركز إلا ثلاث اتصالات من مواطنين في إمارة رأس الخيمة أفادوا بأنهم شعروا به بصورة خفيفة، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى بعد المسافة من مركز الزلزال حوالي 950 كيلومترا وحدوثه على عمق سطحي حوالي تسعة كيلومترات في منطقة جبلية نائية جنوب باكستان.
عُمان: الزلزال بعيد
أوضح مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس أن الزلزال القوي الذي ضرب إقليم بلوشستان في باكستان يبعد عن مسقط 800 كيلومتر.
وأشار المركز لوكالة الانباء العمانية أن الزلزال الذي وقع في اليابسة في اقليم بلوشستان ربما شعر به بعض القاطنين في الطوابق العلوية في بعض محافظات السلطنة.
وأسفر الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة فقيرة ونائية في جنوب غربي باكستان عن سقوط نحو 45 قتيلاً على الاقل وتدمير العديد من المنازل.
وهذا الزلزال الذي تحدد مركزه على عمق نحو 15 كيلومتراً قرب مدينة أوران عند منتصف الطريق بين الهند وايران، في منطقة بلوشستان الباكستانية (جنوب غرب)، شعرت به عدة مدن في المنطقة حتى الهند. واظهرت مشاهد بثتها شبكات التلفزة الباكستانية منازل من الطين مدمرة بالكامل وسكانا يائسين يقفون عاجزين أمام هذا الحطام.
وقال المسؤول عن عمليات الهيئة الباكستانية لإدارة الكوارث قمران ضيا: «أحصينا 45 قتيلاً على الأقل و24 جريحاً».
وأعلنت حكومة بلوشستان حالة الطوارئ في منطقة أوران.
وأعرب الناطق باسم الحكومة جان محمد عن الخشية من سقوط العديد من القتلى.. في وقت قال مسؤول عسكري كبير: إن «نحو 200 جندي أرسلوا الى منطقتي أوران وخوزدار».
تعزية
وقدم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الموجود حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعازيه لعائلات الضحايا وطلب من الجيش والهيئة الباكستانية لإدارة الكوارث عدم ادخار أي جهد لمساعدة السكان المصابين.
وحذر رئيس أجهزة الأرصاد الجوية الباكستانية زاهد رافي قائلا إنه «زلزال كبير، نتوقع ترددات».
إنذار أحمر
وفي وقت دقّت مصادر حكومية ناقوس الخطر من أنّه «لا يوجد أطباء كثر في هذه المنطقة لكننا نحاول تقديم أقصى مساعدة ممكنة للمتضررين».. وجّه المعهد الجيوفيزيائي الأميركي «إنذاراً أحمر» على اثر هذا الزلال متحدثا عن احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا وان «الكارثة ستتسع على الأرجح».
وقالت الأجهزة الاميركية التي تتوقع ايضا خسائر اقتصادية في هذا البلد الفقير الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة: «في الماضي تطلبت زلازل من هذا النوع تدخلاً وطنياً أو دولياً».
وبلوشستان هي المنطقة الأوسع لكنها الأقل عددا للسكان والأكثر فقرا في باكستان. وخارج العاصمة الاقليمية كويتا ومرفأ غوادار، يعيش السكان المحليون في مدن صغيرة حيث البنى التحتية بدائية او في قرى نائية.
وشعر بالزلزال ايضا سكان المدن الكبرى في جنوب باكستان مثل مدينة كراتشي الاقتصادية وهي اكبر تجمع مدني مع قرابة 20 مليون نسمة وحيث سارع موظفون للخروج من مكاتبهم.
وفي مدينة أحمد آباد جنوبي الهند قرب الحدود الباكستانية، شعر العديد من الناس ايضا بالزلزال وغادروا مكاتبهم بسرعة.
وفي ابريل الماضي، اسفر زلزال قوي ضرب الشرق الايراني عن مقتل 41 شخصا منهم 40 في مدينة بلوشستان الحدودية وألحق الضرر بأكثر من 12 الف شخص.
وفي العام 2005، ضرب زلزال بقوة 7,6 درجات كشمير (شمال شرق) وأوقع 73 الف قتيل وحرم ملايين الاشخاص من منازلهم واعتبر إحدى اسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ باكستان.
والحالة المزرية للبنى التحتية مثل الطرقات والعيادات في هذه المنطقة التي تشهد حركة تمرد، زادت في إرباك حركة المساعدات ما أثار غضب العديد من السكان.
تحذير
الأرصاد الجوية تحذر من ارتياد مياه الخليج العربي بسبب اضطرابه. حذر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في بيان من ارتياد مياه الخليج العربي خلال الـ48 ساعة المقبلة نظراً لاضطرابه.