لجأت قوات الأمن التايلاندية إلى القنابل المسيلة للدموع، لتفريق آلاف المحتجين الذين تظاهروا في العاصمة بانكوك ضد الحكومة، مطالبين باستقالتها كما اعتقلت العشرات، وذلك في أكبر تظاهرة ضد الحكومة التي تقودها رئيسة الوزراء، ينغلوك شيناواترا، منذ توليها مهامها صيف العام الماضي، في وقت عززت الحكومة سلطتها بقانون استثنائي يسمح بحظر التجول وتفتيش المنازل.
ونشرت قوات الأمن نحو 17 ألف شرطي من أجل التظاهرة التي نظمتها المجموعة الملكية المتشددة (بيتاك سيام)، وهي تريد إسقاط حكومة شيناواترا. وأفادت وسائل إعلام تايلاندية بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع، بعد أن حاول المتظاهرون اختراق الحواجز على جسر ماكاوام رانغسان، ولم يسمح عناصر الأمن للمحتجين بالوصول إلى موقع الاحتجاج في الساحة الملكية.
وكانت جماعة «بيتاك سيام» داعمة الملكية قد دعت للمظاهرة المطالبة بإقالة الحكومة.
وقال زعيم الجماعة، الجنرال المتقاعد بونلرت كايوبراسيت، للمتظاهرين «باسم بيتاك سيام وحلفائها، أعدكم بأننا سنسقط هذه الحكومة»، وفي حين قال الناطق باسم الشرطة، بيا يوثايو، إن الغازات المسيلة للدموع استخدمت في منطقة واحدة، لأن المحتجين لم يمتثلوا للقوانين»، نقل 11 شخصاً، بينهم خمسة من رجال الأمن، إلى المستشفى، بسبب آثار القنابل المسيلة للدموع، وخضع عدد آخر للإسعافات الأولية في المكان.
وقالت شيناواترا، في مقابلة تلفزيونية، إنها تخشى أن يكون المنظمون يسعون إلى إسقاط حكومة منتخبة، وأضافت «مستعدون لاستخدام العنف».
في الأثناء، عززت الحكومة سلطة قوات النظام، ولجأت إلى تفعيل قانون استثنائي، يسمح بفرض حظر للتجول وتفتيش المنازل وفرض رقابة على الإعلام. وأقر قانون الأمن الداخلي منذ ليل الخميس ليطبق في ثلاث مناطق في الوسط التاريخي للعاصمة تسعة أيام.
وتشهد تايلاند تحركات في الشارع، نجح عدد كبير منها في إسقاط حكومات، على الرغم من نتائج الانتخابات، وتشهد منذ أعوام انقساما حادا بين سكان الأرياف المحرومين في الشمال والشمال الشرقي الموالي لرئيس الوزراء الأسبق، ثاكسين شيناواترا، وبين المدن من جهة، ونخب بانكوك القريبة من القصر الملكي من جهة أخرى. ولا تلعب العائلة الملكية أي دور سياسي رسمي، لكنها محمية بواحد من أشد القوانين صرامة في العالم. وتضاعفت الملاحقات والإدانات بتهمة المس بالذات الملكية منذ 2006، وطالت خصوصاً ناشطين قريبين من الموالين لثاكسين الذين يطلقون على أنفسهم اسم «القمصان الحمر».