في محاولة ثانية لطمأنة الشارع المصري والخارج بشأن الوضع الاقتصادي، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أن تراجع الجنيه إلى مستوى قياسي منخفض «ليس مبعث قلق أو خوف للحكومة»، متوقعاً أن تتجه الأمور إلى التوازن خلال الأيام المقبلة، دون إيضاح المزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مرسي قوله، لدى لقائه مجموعة من الإعلاميين العرب الليلة قبل الماضية، إن تراجع الجنيه إلى مستوى قياسي منخفض، ليس مبعث قلق أو خوف للحكومة. وأردف مرسي القول: «خلال أيام ستتوازن الأمور». ولم يوضح مرسي المزيد من التفاصيل في هذا الشأن.
وكان مرسي نفى في خطاب له أمام مجلس الشورى، ما يردده البعض من مخاوف حول إفلاس بلاده، مؤكداً أن مصر لن تفلس أبداً، مستعرضاً بعض ما سماها «المؤشرات المطمئنة»، ومن بينها زيادة حركة السياحة، وارتفاع صافي احتياطي النقدي لمصر إلى 15.5 مليار دولار في نوفمبر الماضي، بزيادة 1.1 مليار دولار عن يوليو من عام 2012. وقال إن معاملات الاقتصاد المصري مع العالم الخارجي أسفرت عن تخفيض العجز الكلي لميزان المدفوعات بنحو الخمس، مقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي، ووصلت معدلات التضخم إلى أدنى مستوى لها منذ قيام الثورة.
وطمأن مرسي الجميع بأن معدل السيولة المحلية ارتفع إلى 11 مليار جنيه، بزيادة قدرها اثنان في المئة عن يوليو الماضي، كما حققت ودائع البنوك زيادة 13 مليار جنيه، مقارنة 9,72 مليارات جنيه للفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح أن إيرادات قناة السويس حققت ارتفاعاً في عوائدها منذ يوليو 2012، وحتى أكتوبر زاد عن ملياري دولار، وهي أكـبر نسبة سجلتها القناة فـي رـبع عام مـنذ فتـرة بـعيدة، كما شهدت السياحة زيادة ملحوظة في أعداد السائحين خلال الشهور الأربعة الماضية، مسجلة أربعة ملايين سائح، وهو ضعف الأعداد التي سجلها قطاع السياحة في العام الماضي.
خطوة هامة
من ناحية أخرى، وصف رئيس اتحاد البنوك المصري طارق عامر، نظام عطاءات العملة الصعبة الذي بدأ البنك المركزي العمل به أول أمس بأنه «الخطوة الأولى والهامة» لتحرير سعر الجنيه.
وقال عامر، الذي يـرأس أيضاً البنك الأهلي المصري، أكبر البنوك المصرية، والمملوك للدولة، إن النظام الجديد حقق نجاحاً في يومه الأول، و«قلل بصورة كبيرة» الطلب على الدولار.
في الأثناء، تراجع الجنيه المصري مجدداً في العطاء الثاني للبنك المركزي أمس، حيث بيع 74.8 مليون دولار إلى البنوك، وبلغ أقل سعر مقبول 6.3050 جنيهات للدولار. وكان أقل سعر مقبول أول أمس 6.2425 جنيهات.
وتراجع الجنيه في السوق ما بين البنوك إلى حوالي 6.30 جنيهات للدولار بعد عطاء الأحد. وعرض البنك 75 مليون دولار في عطاء أمس، الذي يأتي ضمن نظام جديد، يهدف إلى كبح استنزاف الاحتياطيات الأجنبية للبلاد، التي قال البنك المركزي إنها «تراجعت إلى مستوى حرج». وبلغ مستوى 6.29 للشراء و6.36 للبيع.
ودفعت الاضطرابات السياسية التي حدثت بشأن الدستور الجديد للبلاد، بعض المصريين للإقبال على تحويل مدخراتهم إلى دولارات، ما دفع المسؤولين الأسبوع الماضي إلى تقييد المبالغ النقدية التي يجوز للمسافرين حملها إلى خارج البلاد.
مرسي: أمن مصر من أمن الخليج
جدد الرئيس المصري محمد مرسي تأكيده أن أمن بلاده من أمن الخليج العربي، مشددا ان القاهرة لا تقبل المساس بأمن الخليج وأمن جميع الدول العربية.
وقال مرسي لدى لقائه مع إعلاميين عرب الليلة قبل الماضية شاركوا في ملتقى قادة الاعلام العربي، والذي اختتم دورته الرابعة في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، أن مصر ستستضيف في فبراير المقبل مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي «وسترسل رسالة واضحة فيه بعدم جواز تهديد أي دولة من دول المنظمة»، في رد على سؤال بشأن التهديدات الإيرانية لدول الخليج.
وقال مرسي إن بلاده كانت دائما المحتضن الاساسي والمحوري للثقافة العربية والاعلام العربي، منوها بروح التواصل بين العرب وروح التآخي والمصلحة المشتركة التي تربط بينهم.
وأعرب عن استعداده لرعاية مؤتمر للإعلام العربي يعقد في القاهرة ليبحث فيه الاعلاميون العرب كيفية تحقيق رسالتهم الاعلامية المنشودة، مشيرا إلى حرص بلاده على التفاعل والتواصل والتكامل مع الاعلام بكل وسائله المتعددة الفضائيات والمقروءة والمسموعة التي تصل الى كل بيت لتحقيق المصالح العليا للشعوب العربية.
وتطرق إلى الشأن العربي بالقول: « ان الاستقرار الامني هدف كل الدول العربية»، مشيرا الى ما عاشه لبنان فترة طويلة وكذلك العراق وسخونة الاوضاع في الخليج العربي، اضافة الى ما عاشته دول الربيع العربي ومازالت.
وأوضح في هذا الصدد ان الملف الامني في الدول العربية يحتاج الى معالجة وصولا الى الاستقرار الاقتصادي كي تتمكن الدول العربية من تحقيق التكامل الاقتصادي فيما بينها في ظل الامكانات الكبيرة المتوفرة فيها.
وامتد حديث مرسي الى موضوع الاستقرار العسكري قائلا «ليس المقصود بهذا الاستقرار من اجل الحرب او العدوان بل من اجل ايجاد منظومة دفاع مثل الناتو تكون قادرة على الدفاع عن امن الدول العربية».
وشدد ان الاعلام احدى الوسائل الاساسية لتجميع وتكامل الشعوب العربية، موضحا ان هناك مسؤولية ملقاة على الانظمة السياسية لتوفير المناخ الملائم لتحقيق هذا التكامل. وأكد مرسي ان الاعلام العربي له دور مهم في توجيه الامكانات الضخمة التي تملكها الدول العربية، مشددا على ضرورة تفعيل هذا الدور من خلال ادراك القيادات العربية لتحقيق تطلعات الشعوب العربية. وأشار إلى أنه أجرى اتصالات بكل القادة العرب من اجل وقف الحرب على غزة، موضحا انه كان هناك توافق بهذا الخصوص بين جميع الدول العربية. وأوضح ان هناك جهودا ومساعي تبذل لوقف نزيف الدم في سوريا. وربط مرسي بين جميع تلك القضايا الكثيرة ودور الاعلام المؤثر فيها.